قوله تعالى :
إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد
قوله تعالى :
إن الذين يحادون الله ورسوله لما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ذكر المحادين المخالفين لها . والمحادة : المعاداة والمخالفة في الحدود ، وهو مثل قوله تعالى :
ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله . وقيل : يحادون الله أي : أولياء الله كما في الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866426من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة . وقال
الزجاج : المحادة أن تكون في حد يخالف حد صاحبك . وأصلها الممانعة ، ومنه الحديد ، ومنه الحداد للبواب .
كبتوا قال
أبو عبيدة nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش : أهلكوا . وقال
قتادة : اخزوا كما أخزي الذين من قبلهم . وقال
ابن زيد : عذبوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لعنوا . وقال
الفراء : غيظوا يوم
الخندق . وقيل : يوم
بدر . والمراد : المشركون . وقيل : المنافقون .
كما كبت الذين من قبلهم وقيل : كبتوا أي : سيكبتون ، وهو بشارة من الله تعالى للمؤمنين بالنصر ، وأخرج الكلام بلفظ الماضي تقريبا للمخبر عنه . وقيل : هي بلغة مذحج .
وقد أنزلنا آيات بينات فيمن حاد الله ورسوله من الذين من قبلهم فيما فعلنا بهم
وللكافرين عذاب مهين .
قوله تعالى : يوم نصب ب عذاب مهين أو بفعل مضمر تقديره : واذكر ؛ تعظيما لليوم .
يبعثهم الله جميعا أي : الرجال والنساء ، يبعثهم من قبورهم في حالة واحدة
فينبئهم أي : يخبرهم بما عملوا في الدنيا
أحصاه الله عليهم في صحائف أعمالهم ونسوه هم
[ ص: 259 ] حتى ذكرهم به في صحائفهم ليكون أبلغ في الحجة عليهم .
والله على كل شيء شهيد مطلع وناظر لا يخفى عليه شيء .