قوله تعالى :
وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين [ ص: 74 ] قوله تعالى :
وإذ قال موسى لقومه لما ذكر أمر الجهاد بين أن
موسى وعيسى أمرا بالتوحيد وجاهدا في سبيل الله ; وحل العقاب بمن خالفهما ; أي واذكر لقومك يا
محمد هذه القصة .
قوله تعالى : يا قوم لم تؤذونني ، وذلك حين رموه بالأدرة ; حسب ما تقدم في آخر سورة " الأحزاب " . ومن الأذى ما ذكر في قصة
قارون : إنه دس إلى امرأة تدعي على
موسى الفجور . ومن الأذى قولهم :
اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وقولهم
فاذهب أنت وربك فقاتلا . وقولهم : إنك قتلت
هارون . وقد تقدم هذا .
وقد تعلمون أني رسول الله إليكم والرسول يحترم ويعظم . ودخلت قد على تعلمون للتأكيد ; كأنه قال : وتعلمون علما يقينا لا شبهة لكم فيه .
فلما زاغوا ؛ أي مالوا عن الحق
أزاغ الله قلوبهم ؛ أي أمالها عن الهدى . وقيل : فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية . وقيل : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ الله قلوبهم عن الثواب . وقيل : أي لما تركوا ما أمروا به من احترام الرسول عليه السلام وطاعة الرب ، خلق الله الضلالة في قلوبهم عقوبة لهم على فعلهم .