قوله تعالى : أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير [ ص: 201 ] قوله تعالى :
أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات أي كما ذلل الأرض للآدمي ذلل الهواء للطيور . و " صافات " أي باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها ; لأنهن إذا بسطنها صففن قوائمها صفا . ويقبضن أي يضربن بها جنوبهن . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس : يقال للطائر إذا بسط جناحيه : صاف ، وإذا ضمهما فأصابا جنبه : قابض ; لأنه يقبضهما . قال
أبو خراش :
يبادر جنح الليل فهو موائل يحث الجناح بالتبسط والقبض
وقيل : ويقبضن أجنحتهن بعد بسطها إذا وقفن من الطيران . وهو معطوف على صافات عطف المضارع على اسم الفاعل ; كما عطف اسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر :
بات يعشيها بعضب باتر يقصد في أسوقها وجائر
ما يمسكهن أي ما يمسك الطير في الجو وهي تطير إلا الله عز وجل .
إنه بكل شيء بصير .
قوله تعالى :
أم من هذا الذي هو جند لكم قال
ابن عباس : حزب ومنعة لكم .
ينصركم من دون الرحمن فيدفع عنكم ما أراد بكم إن عصيتموه . ولفظ الجند يوحد ; ولهذا قال : هذا الذي هو جند لكم وهو استفهام إنكار ; أي لا جند لكم يدفع عنكم عذاب الله
من دون الرحمن أي من سوى الرحمن .
إن الكافرون إلا في غرور من الشياطين ; تغرهم بأن لا عذاب ولا حساب .