الثالثة عشرة :
قوله تعالى : فتكونا من الظالمين الظلم أصله وضع الشيء في غير موضعه . والأرض المظلومة : التي لم تحفر قط ثم حفرت . قال
النابغة .
وقفت فيها أصيلالا أسائلها عيت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواري لأيا ما أبينها
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
ويسمى ذلك التراب الظليم . قال الشاعر :
فأصبح في غبراء بعد إشاحة على العيش مردود عليها ظليمها
وإذا نحر البعير من غير داء به فقد ظلم ، ومنه : . . . ظلامون للجزر .
ويقال : سقانا ظليمة طيبة ، إذا سقاهم اللبن قبل إدراكه . وقد ظلم وطبه ، إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده . واللبن مظلوم وظليم . قال :
وقائلة ظلمت لكم سقائي وهل يخفى على العكد الظليم
ورجل ظليم : شديد الظلم . والظلم : الشرك ، قال الله تعالى :
إن الشرك لظلم عظيم .
قوله تعالى
وكلا منها رغدا حذفت النون من " كلا " لأنه أمر ، وحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، وحذفها شاذ . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : من العرب من يقول أؤكل ، فيتم . يقال منه : أكلت
[ ص: 293 ] الطعام أكلا ومأكلا . والأكلة ( بالفتح ) : المرة الواحدة حتى تشبع . والأكلة ( بالضم ) : اللقمة ، تقول : أكلت أكلة واحدة ، أي لقمة ، وهي القرصة أيضا . وهذا الشيء أكلة لك ، أي طعمة لك . والأكل أيضا ما أكل . ويقال : فلان ذو أكل إذا كان ذا حظ من الدنيا ورزق واسع . رغدا نعت لمصدر محذوف ، أي أكلا رغدا . قال
ابن كيسان : ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال . وقال
مجاهد : رغدا أي لا حساب عليهم . والرغد في اللغة : الكثير الذي لا يعنيك ، ويقال : أرغد القوم ، إذا وقعوا في خصب وسعة . وقد تقدم هذا المعنى . " حيث " مبنية على الضم ; لأنها خالفت أخواتها الظروف في أنها لا تضاف ، فأشبهت قبل وبعد إذا أفردتا فضمت . قال
الكسائي : لغة
قيس وكنانة الضم ، ولغة
تميم الفتح . قال
الكسائي :
وبنو أسد يخفضونها في موضع الخفض ، وينصبونها في موضع النصب ، قال الله تعالى :
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وتضم وتفتح .
ولا تقربا هذه الشجرة الهاء من " هذه " بدل من ياء الأصل ; لأن الأصل هذي . قال
النحاس : ولا أعلم في العربية هاء تأنيث مكسورا ما قبلها إلا هاء هذه ومن العرب من يقول : هاتا هند ، ومنهم من يقول : هاتي هند . وحكى سيبويه : هذه هند ، بإسكان الهاء . وحكى
الكسائي عن العرب : ولا تقربا هذي الشجرة . وعن
شبل بن عباد قال : كان
ابن كثير وابن محيصن لا يثبتان الهاء في " هذه " في جميع القرآن . وقراءة الجماعة " رغدا " بفتح الغين . وروي عن
ابن وثاب والنخعي أنهما سكنا الغين . وحكى
سلمة عن
الفراء قال يقال : هذه فعلت وهذي فعلت ، بإثبات ياء بعد الذال . وهذ فعلت ، بكسر الذال من غير إلحاق ياء ولا هاء . وهاتا فعلت . قال
هشام ويقال : تا فعلت . وأنشد :
خليلي لولا ساكن الدار لم أقم بتا الدار إلا عابر ابن سبيل
قال
ابن الأنباري : وتا بإسقاط ها بمنزلة ذي بإسقاط ها من هذي ، وبمنزلة ذه بإسقاط ها من هذه . وقد قال
الفراء : من قال هذ قامت - لا يسقط ها ; لأن الاسم لا يكون على ذال واحدة .
( فتكونا ) عطف على ( تقربا ) فلذلك حذفت النون . وزعم
الجرمي أن الفاء هي الناصبة ، وكلاهما جائز .