[ ص: 37 ] قوله تعالى : إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا
قوله تعالى :
إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا هو متصل بما فرض من قيام الليل ، أي سنلقي عليك بافتراض صلاة الليل قولا ثقيلا يثقل حمله ; لأن الليل للمنام ، فمن أمر بقيام أكثره لم يتهيأ له ذلك إلا بحمل شديد على النفس ومجاهدة للشيطان ، فهو أمر يثقل على العبد .
وقيل : إنا سنوحي إليك القرآن ، وهو قول ثقيل يثقل العمل بشرائعه .
قال
قتادة : ثقيل والله فرائضه وحدوده .
مجاهد : حلاله وحرامه .
الحسن : العمل به .
أبو العالية : ثقيلا بالوعد والوعيد والحلال والحرام .
محمد بن كعب : ثقيلا على المنافقين . وقيل : على الكفار ; لما فيه من الاحتجاج عليهم ، والبيان لضلالتهم وسب آلهتهم ، والكشف عما حرفه أهل الكتاب .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ثقيل بمعنى كريم ; مأخوذ من قولهم : فلان ثقيل علي ، أي يكرم علي .
الفراء : ( ثقيلا ) رزينا ليس بالخفيف السفساف لأنه كلام ربنا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14127الحسين بن الفضل : ثقيلا لا يحمله إلا قلب مؤيد بالتوفيق ، ونفس مزينة بالتوحيد .
وقال
ابن زيد : هو والله ثقيل مبارك ، كما ثقل في الدنيا يثقل في الميزان يوم القيامة .
وقيل : ( ثقيلا ) أي ثابتا كثبوت الثقيل في محله ، ويكون معناه أنه ثابت الإعجاز ، لا يزول إعجازه أبدا . وقيل : هو القرآن نفسه ; كما جاء في الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866504أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها - يعني صدرها - على الأرض ، فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه .
وفي الموطأ وغيره أنه - عليه السلام -
nindex.php?page=hadith&LINKID=866505سئل : كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : " أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول " .
nindex.php?page=hadith&LINKID=866506قالت عائشة - رضي الله عنها - : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وهذا أولى ; لأنه الحقيقة ، وقد جاء : وما جعل عليكم في الدين من حرج . وقال - عليه السلام - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=866507بعثت بالحنيفية السمحة . وقيل : القول في هذه السورة : هو قول لا إله إلا الله ; إذ في الخبر : خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان ; ذكره
القشيري .