قوله تعالى : رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا قوله تعالى :
رب المشرق والمغرب قرأ أهل الحرمين
وابن محيصن ومجاهد وأبو [ ص: 43 ] عمرو وابن أبي إسحاق وحفص رب بالرفع على الابتداء والخبر لا إله إلا هو . وقيل : على إضمار ( هو ) . الباقون ( رب ) بالخفض على نعت الرب تعالى في قوله تعالى :
واذكر اسم ربك رب المشرق ومن علم أنه رب المشارق والمغارب انقطع بعمله وأمله إليه .
فاتخذه وكيلا أي قائما بأمورك . وقيل : كفيلا بما وعدك .
قوله تعالى :
واصبر على ما يقولون أي من الأذى والسب والاستهزاء ، ولا تجزع من قولهم ، ولا تمتنع من دعائهم .
واهجرهم هجرا جميلا أي لا تتعرض لهم ، ولا تشتغل بمكافأتهم ، فإن في ذلك ترك الدعاء إلى الله . وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، ثم أمر بعد بقتالهم وقتلهم ، فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك ; قاله
قتادة وغيره . وقال
أبو الدرداء : إنا لنكشر في وجوه أقوام ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم .
قوله تعالى :
وذرني والمكذبين أي ارض بي لعقابهم . نزلت في صناديد
قريش ورؤساء
مكة من المستهزئين . وقال
مقاتل : نزلت في المطعمين يوم
بدر وهم عشرة . وقد تقدم ذكرهم في ( الأنفال ) . وقال
يحيى بن سلام : إنهم
بنو المغيرة . وقال
سعيد بن جبير أخبرت أنهم اثنا عشر رجلا .
أولي النعمة أي أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا
ومهلهم قليلا يعني إلى مدة آجالهم . قالت
عائشة - رضي الله عنها - : لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرا حتى وقعت وقعة
بدر . وقيل : ومهلهم قليلا يعني إلى مدة الدنيا .