العاشرة :
ما كان من الحيوان أصله الإذاية فإنه يقتل ابتداء ، لأجل إذايته من غير خلاف ، كالحية والعقرب والفأر والوزغ ، وشبهه . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830676خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم . . . . وذكر الحديث .
فالحية أبدت جوهرها الخبيث حيث خانت
آدم بأن أدخلت إبليس الجنة بين فكيها ، ولو كانت تبرزه ما تركها رضوان تدخل به . وقال لها إبليس أنت في ذمتي ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها وقال :
اقتلوها ولو كنتم في الصلاة يعني الحية والعقرب .
والوزغة نفخت على نار
إبراهيم عليه السلام من بين سائر الدواب فلعنت . وهذا من نوع ما يروى في الحية . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836943من قتل وزغة فكأنما قتل كافرا . وفي صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832802من قتل وزغة في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك وفي راوية أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832803في أول ضربة سبعون حسنة .
[ ص: 301 ] والفأرة أبدت جوهرها بأن عمدت إلى حبال سفينة
نوح عليه السلام فقطعتها . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16331عبد الرحمن بن أبي نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832804يقتل المحرم الحية والعقرب والحدأة والسبع العادي والكلب العقور والفويسقة . واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذت فتيلة لتحرق البيت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها . والغراب أبدى جوهره حيث بعثه نبي الله
نوح عليه السلام من السفينة ليأتيه بخبر الأرض فترك أمره وأقبل على جيفة . هذا كله في معنى الحية ، فلذلك ذكرناه . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في التعليل في " المائدة " وغيرها إن شاء الله تعالى .