قوله تعالى :
هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين
قوله تعالى :
هذا يوم لا ينطقون أي لا يتكلمون ولا يؤذن لهم فيعتذرون أي إن يوم القيامة له مواطن ومواقيت ، فهذا من المواقيت التي لا يتكلمون فيها ، ولا يؤذن لهم في الاعتذار والتنصل .
وعن
عكرمة عن
ابن عباس قال : سأل
ابن الأزرق عن قوله تعالى : هذا يوم لا ينطقون و
فلا تسمع إلا همسا وقد قال تعالى :
وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون فقال له : إن الله - عز وجل - يقول :
وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون فإن لكل مقدار من هذه الأيام لونا من هذه الألوان . وقيل : لا ينطقون بحجة نافعة ، ومن نطق بما لا ينفع ولا يفيد فكأنه ما نطق . قال
الحسن : لا ينطقون بحجة وإن كانوا ينطقون . وقيل : إن هذا وقت جوابهم اخسؤوا فيها ولا تكلمون وقد تقدم . وقال
أبو عثمان : أسكتتهم رؤية الهيبة وحياء الذنوب . وقال
الجنيد : أي عذر لمن أعرض عن منعمه وجحده وكفر أياديه ونعمه ؟ و " يوم " بالرفع قراءة العامة على الابتداء والخبر ; أي تقول الملائكة :
هذا يوم لا ينطقون ويجوز أن يكون قوله : انطلقوا من قول الملائكة ، ثم يقول الله لأوليائه : هذا يوم لا ينطق الكفار . ومعنى اليوم الساعة والوقت . وروى
يحيى بن سلطان . عن
أبي بكر عن
عاصم هذا يوم لا ينطقون بالنصب ، ورويت عن
ابن هرمز وغيره ، فجاز أن يكون مبنيا لإضافته إلى الفعل وموضعه رفع . وهذا مذهب الكوفيين . وجاز أن يكون في موضع نصب على أن تكون الإشارة إلى غير اليوم . وهذا مذهب البصريين ; لأنه إنما بني عندهم إذا أضيف إلى مبني ، والفعل هاهنا معرب .
وقال
الفراء في قوله تعالى :
ولا يؤذن لهم فيعتذرون الفاء نسق أي عطف على يؤذن وأجيز ذلك ; لأن أواخر الكلام بالنون . ولو قال : فيعتذروا لم يوافق الآيات . وقد قال :
لا يقضى عليهم فيموتوا بالنصب وكله صواب ; ومثله :
من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه بالنصب والرفع .