السابعة : لما اختلف أهل اللسان في الحين اختلف فيه أيضا علماؤنا وغيرهم فقال
الفراء الحين حينان حين لا يوقف على حده والحين الذي ذكر الله جل ثناؤه
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ستة أشهر قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي الحين المجهول لا يتعلق به حكم والحين المعلوم هو الذي تتعلق به الأحكام ويرتبط به التكليف ، وأكثر المعلوم سنة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك يرى في الأحكام والأيمان أعم الأسماء والأزمنة
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي يرى الأقل
nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة توسط فقال ستة أشهر ولا معنى لقوله لأن المقدورات عنده لا تثبت قياسا وليس فيه نص عن صاحب الشريعة وإنما المعول على المعنى بعد معرفة مقتضى اللفظ لغة فمن
نذر أن يصلي حينا فيحمل على ركعة عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لأنه أقل النافلة قياسا على ركعة الوتر وقال
مالك وأصحابه أقل النافلة ركعتان فيقدر الزمان بقدر الفعل وذكر
ابن خويز منداد في أحكامه أن من
حلف ألا يكلم فلانا حينا أو لا يفعل كذا حينا أن الحين سنة قال واتفقوا في الأحكام أن من حلف ألا يفعل كذا حينا أو لا يكلم فلانا حينا أن الزيادة على سنة لم تدخل في يمينه .
قلت : هذا الاتفاق إنما هو في المذهب قال
مالك رحمه الله من حلف ألا يفعل شيئا إلى حين أو زمان أو دهر ، فذلك كله سنة . وقال عنه
ابن وهب : إنه شك في الدهر أن يكون سنة وحكى
ابن المنذر عن
يعقوب وابن الحسن أن الدهر ستة أشهر وعن
ابن عباس وأصحاب الرأي
وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14577وعامر الشعبي وعبيدة في قوله تعالى
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أنه ستة أشهر وقال
الأوزاعي وأبو عبيد الحين ستة أشهر وليس عند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في الحين وقت معلوم ولا للحين غاية قد يكون الحين عنده مدة الدنيا وقال : لا نحنثه أبدا ، والورع أن يقضيه قبل انقضاء يوم وقال
أبو ثور وغيره : الحين والزمان على ما تحتمله اللغة يقال : قد جئت من حين ولعله لم يجئ من نصف يوم قال
إلكيا الطبري nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وبالجملة الحين له مصارف ولم ير
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي تعيين محمل من هذه المحامل لأنه مجمل لم يوضع في اللغة لمعنى معين ، وقال بعض العلماء في قوله تعالى إلى حين فائدة بشارة إلى
آدم عليه السلام ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها وهي لغير
آدم دالة على المعاد فحسب والله أعلم
[ ص: 305 ]