قوله تعالى : فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى قوله تعالى : فذكر أي فعظ قومك يا
محمد بالقرآن .
إن نفعت الذكرى أي الموعظة . وروى
يونس عن
الحسن قال : تذكرة للمؤمن ، وحجة على الكافر . وكان
ابن عباس يقول : تنفع أوليائي ، ولا تنفع أعدائي . وقال
الجرجاني : التذكير واجب وإن لم ينفع . والمعنى : فذكر إن نفعت الذكرى أو لم تنفع ، فحذف كما قال :
سرابيل تقيكم الحر . وقيل : إنه مخصوص بأقوام بأعيانهم . وقيل : إن إن بمعنى ما أي فذكر ما نفعت الذكرى ،
[ ص: 19 ] فتكون إن بمعنى ما ، لا بمعنى الشرط ; لأن الذكرى نافعة بكل حال قال
ابن شجرة . وذكر بعض أهل العربية أن إن بمعنى إذ أي إذ نفعت كقوله تعالى :
وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين أي إذ كنتم فلم يخبر بعلوهم إلا بعد إيمانهم . وقيل : بمعنى قد .
قوله تعالى :
سيذكر من يخشى أي من يتقي الله ويخافه . فروى
أبو صالح عن
ابن عباس قال : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=100ابن أم مكتوم .
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وقد يذكر من يرجوه ، إلا أن تذكرة الخاشي أبلغ من تذكرة الراجي فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء ، وإن تعلقت بالخشية والرجاء . وقيل : أي عمم أنت التذكير والوعظ ، وإن كان الوعظ إنما ينفع من يخشى ، ولكن يحصل لك ثواب الدعاء حكاه
القشيري .