قوله تعالى :
ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد قوله تعالى : ألم تر كيف فعل ربك أي مالكك وخالقك . بعاد إرم قراءة العامة بعاد منونا . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية بعاد إرم مضافا . فمن لم يضف جعل إرم اسمه ،
[ ص: 40 ] ولم يصرفه ; لأنه جعل
عادا اسم أبيهم ،
وإرم اسم القبيلة وجعله بدلا منه ، أو عطف بيان . ومن قرأه بالإضافة ولم يصرفه جعله اسم أمهم ، أو اسم بلدتهم . وتقديره :
بعاد أهل إرم . كقوله :
واسأل القرية ولم تنصرف - قبيلة كانت أو أرضا - للتعريف والتأنيث . وقراءة العامة
إرم بكسر الهمزة . وعن
الحسن أيضا
بعاد إرم مفتوحتين ، وقرئ (
بعاد إرم ) بسكون الراء ، على التخفيف كما قرئ بورقكم . وقرئ (
بعاد إرم ذات العماد ) بإضافة
إرم - إلى - ذات العماد . والإرم : العلم . أي بعاد أهل ذات العلم . وقرئ بعاد أرم ذات العماد أي جعل الله ذات العماد رميما . وقرأ
مجاهد والضحاك وقتادة ( أرم ) بفتح الهمزة . قال
مجاهد : من قرأ بفتح الهمزة شبههم بالآرام ، التي هي الأعلام ، واحدها : أرم . وفي الكلام تقديم وتأخير أي والفجر وكذا وكذا إن ربك لبالمرصاد ألم تر . أي ألم ينته علمك إلى ما فعل ربك بعاد . وهذه الرؤية رؤية القلب ، والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد عام . وكان أمر
عاد وثمود عندهم مشهورا إذ كانوا في بلاد العرب ،
وحجر ثمود موجود اليوم . وأمر
فرعون كانوا يسمعونه من جيرانهم من
أهل الكتاب ، واستفاضت به الأخبار ، وبلاد
فرعون متصلة بأرض العرب . وقد تقدم هذا المعنى في سورة ( البروج ) وغيرها بعاد أي بقوم
عاد . فروى
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : إن كان الرجل من قوم
عاد ليتخذ المصراع من حجارة ، ولو اجتمع عليه خمسمائة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يقلوه ، وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها .
و
إرم قيل هو سام بن نوح قاله
ابن إسحاق . وروى
عطاء عن
ابن عباس - وحكى عن
ابن إسحاق أيضا - قال :
عاد بن إرم .
فإرم على هذا أبو
عاد ، وعاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح . وعلى القول الأول : هو اسم جد
عاد . قال
ابن إسحاق : كان
سام بن نوح له أولاد ،
إرم بن سام ، وأرفخشذ بن سام . فمن ولد
إرم بن سام العمالقة والفراعنة والجبابرة والملوك الطغاة والعصاة . وقال
مجاهد :
إرم أمة من الأمم . وعنه أيضا : أن معنى إرم : القديمة ، ورواه
ابن أبي نجيح . وعن
مجاهد أيضا أن معناها القوية . وقال
قتادة : هي قبيلة من
عاد . وقيل : هما عادان . فالأولى هي إرم قال الله - عز وجل - :
وأنه أهلك عادا الأولى . فقيل لعقب
عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح :
عاد كما يقال
لبني هاشم : هاشم . ثم قيل للأولين منهم :
عاد الأولى ، وإرم : تسمية لهم باسم جدهم . ولمن بعدهم :
عاد الأخيرة . قال
ابن الرقيات :
مجدا تليدا بناه أولهم أدرك عادا وقبله إرما
[ ص: 41 ] وقال
معمر :
إرم : إليه مجمع
عاد وثمود . وكان يقال :
عاد إرم ، وعاد ثمود . وكانت القبائل تنتسب إلى إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد قال
ابن عباس في رواية
عطاء : كان الرجل منهم طوله خمسمائة ذراع ، والقصير منهم طوله ثلثمائة ذراع بذراع نفسه . وروي عن
ابن عباس أيضا أن طول الرجل منهم كان سبعين ذراعا .
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : وهو باطل ; لأن في الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500573إن الله خلق آدم طوله ستون ذراعا في الهواء ، فلم يزل الخلق ينقص إلى الآن . وزعم
قتادة : أن طول الرجل منهم اثنا عشر ذراعا . قال
أبو عبيدة : ذات العماد ذات الطول . يقال : رجل معمد إذا كان طويلا . ونحوه عن
ابن عباس ومجاهد . وعن
قتادة أيضا : كانوا عمادا لقومهم يقال : فلان عميد القوم وعمودهم : أي سيدهم . وعنه أيضا : قيل لهم ذلك ; لأنهم كانوا ينتقلون بأبياتهم للانتجاع ، وكانوا أهل خيام وأعمدة ، ينتجعون الغيوث ، ويطلبون الكلأ ، ثم يرجعون إلى منازلهم . وقيل : ذات العماد أي ذات الأبنية المرفوعة على العمد . وكانوا ينصبون الأعمدة ، فيبنون عليها القصور . قال
ابن زيد : ذات العماد يعني إحكام البنيان بالعمد . وفي الصحاح : والعماد : الأبنية الرفيعة ، تذكر وتؤنث . قال
عمرو بن كلثوم :
ونحن إذا عماد الحي خرت على الأحفاض نمنع من يلينا
والواحدة عمادة . وفلان طويل العماد : إذا كان منزله معلما لزائره . والأحفاض : جمع حفض ( بالتحريك ) وهو متاع البيت إذا هيئ ليحمل أي خرت على المتاع . ويروى ( عن الأحفاض ) أي خرت عن الإبل التي تحمل خرثي البيت . وقال
الضحاك : ذات العماد ذات القوة والشدة ، مأخوذ من قوة الأعمدة دليله قوله تعالى :
وقالوا من أشد منا قوة . وروى
عوف عن
خالد الربعي إرم ذات العماد قال : هي
دمشق . وهو قول
عكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15985وسعيد المقبري . رواه
ابن وهب وأشهب عن
مالك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : هي
الإسكندرية .