الثامنة : قرأ
ابن كثير فتلقى آدم من ربه كلمات والباقون برفع
آدم ونصب كلمات والقراءتان ترجعان إلى معنى ؛ لأن
آدم إذا تلقى الكلمات فقد تلقته وقيل لما كانت الكلمات هي المنقذة
لآدم بتوفيق الله تعالى له لقبوله إياها ودعائه بها كانت الكلمات فاعلة وكأن الأصل على هذه القراءة " فتلقت
آدم من ربه كلمات " ولكن لما بعد ما بين المؤنث وفعله حسن حذف علامة التأنيث ، وهذا أصل يجري في كل القرآن والكلام ، إذ جاء فعل المؤنث بغير علامة ، ومنه قولهم حضر القاضي اليوم امرأة ، وقيل : إن الكلمات لما لم يكن تأنيثه حقيقيا حمل على معنى الكلم فذكر وقرأ
الأعمش " آدم من ربه " مدغما وقرأ
أبو نوفل بن أبي عقرب " أنه " بفتح الهمزة على معنى لأنه وكسر الباقون على الاستئناف وأدغم الهاء في الهاء
أبو عمرو وعيسى وطلحة فيما حكى
أبو حاتم عنهم ، وقيل : لا يجوز لأن بينهما واوا في اللفظ لا في الخط قال
النحاس أجاز
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه أن تحذف هذه الواو وأنشد :
له زجل كأنه صوت حاد إذا طلب الوسيقة أو زمير
فعلى هذا يجوز الإدغام وهو رفع بالابتداء . " التواب " خبره ، والجملة خبر " إن " ويجوز أن يكون " هو " توكيدا للهاء ويجوز أن تكون فاصلة ، على ما تقدم . وقال
سعيد بن جبير لما أهبط
آدم إلى الأرض لم يكن فيها شيء غير النسر في البر والحوت في البحر فكان النسر يأوي إلى الحوت فيبيت عنده فلما رأى النسر
آدم قال : يا حوت لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه فقال الحوت لئن كنت صادقا ما لي منه في البحر منجى ولا لك في البر منه مخلص .