قوله تعالى : علم الإنسان ما لم يعلم قيل : الإنسان هنا
آدم - عليه السلام - . علمه أسماء كل شيء ; حسب ما جاء به القرآن في قوله تعالى :
وعلم آدم الأسماء كلها . فلم يبق شيء إلا وعلم سبحانه
آدم اسمه بكل لغة ، وذكره
آدم للملائكة كما علمه . وبذلك ظهر فضله ، وتبين قدره ، وثبتت نبوته ، وقامت حجة الله على الملائكة وحجته ، وامتثلت الملائكة الأمر لما رأت من شرف الحال ، ورأت من جلال القدرة ، وسمعت من عظيم الأمر . ثم توارثت ذلك ذريته خلفا بعد سلف ، وتناقلوه قوما عن قوم . وقد مضى هذا في سورة ( البقرة ) مستوفى والحمد لله . وقيل : الإنسان هنا الرسول
محمد - صلى الله عليه وسلم - ; دليله قوله تعالى :
وعلمك ما لم تكن تعلم . وعلى هذا فالمراد بعلمك المستقبل ; فإن هذا من أوائل ما نزل . وقيل : هو عام لقوله تعالى :
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا .