قوله تعالى : تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر
قوله تعالى :
تنزل الملائكة أي تهبط من كل سماء ، ومن سدرة المنتهى ; ومسكن
جبريل على وسطها . فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس ، إلى وقت طلوع الفجر ; فذلك قوله تعالى :
تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم
أي
جبريل - عليه السلام - . وحكى
القشيري : أن الروح صنف من الملائكة ، جعلوا حفظة على سائرهم ، وأن الملائكة لا يرونهم ، كما لا نرى نحن الملائكة .
وقال
مقاتل : هم أشرف الملائكة . وأقربهم من الله تعالى . وقيل : إنهم جند من جند الله - عز وجل - من غير الملائكة . رواه
مجاهد عن
ابن عباس مرفوعا ; ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي وحكى
القشيري : قيل هم صنف من خلق الله يأكلون الطعام ، ولهم أيد وأرجل ; وليسوا ملائكة . وقيل : الروح خلق عظيم يقوم صفا ، والملائكة كلهم صفا . وقيل : الروح الرحمة ينزل بها
جبريل - عليه السلام - مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها ; دليله :
ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ، أي بالرحمة . فيها أي في ليلة القدر . بإذن ربهم أي بأمره .
من كل أمر أمر بكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل ; قاله
ابن عباس ; كقوله تعالى :
يحفظونه من أمر الله أي بأمر الله . وقراءة العامة تنزل بفتح التاء ; إلا أن
البزي شدد التاء . وقرأ
طلحة بن مصرف وابن السميقع ، بضم التاء على الفعل المجهول . وقرأ
علي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وعكرمة والكلبي ( من كل امرئ ) .
وروي عن
ابن عباس أن معناه : من كل ملك ; وتأولها
الكلبي على أن
جبريل ينزل فيها مع الملائكة ، فيسلمون على كل امرئ مسلم . ( فمن ) بمعنى على . وعن
أنس قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا كان ليلة القدر نزل
جبريل في كبكبة من الملائكة ، يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى .