قوله تعالى : يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون
قوله تعالى : يا بني إسرائيل نداء مضاف علامة النصب فيه الياء وحذفت منه النون للإضافة . الواحد ابن والأصل فيه بني وقيل : بنو ، فمن قال المحذوف منه واو احتج بقولهم البنوة وهذا لا حجة فيه لأنهم قد قالوا : الفتوة وأصله الياء وقال الزجاج :
[ ص: 311 ] المحذوف منه عندي ياء كأنه من بنيت ،
الأخفش اختار أن يكون المحذوف منه - الواو ؛ لأن حذفها أكثر لثقلها ويقال ابن بين البنوة والتصغير بني . قال
الفراء يقال يا بني ويا بني لغتان مثل يا أبت ويا أبت وقرئ بهما وهو مشتق من البناء وهو وضع الشيء على الشيء والابن فرع للأب وهو موضوع عليه .
وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام قال
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج الجوزي ، وليس في الأنبياء من له اسمان غيره إلا نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم فإن له أسماء كثيرة ذكره في كتاب " فهوم الآثار " له .
قلت : وقد قيل في
المسيح إنه اسم علم
لعيسى عليه السلام غير مشتق وقد سماه الله روحا وكلمة ، وكانوا يسمونه أبيل الأبيلين ذكره
الجوهري في الصحاح . وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في " دلائل النبوة " عن
الخليل بن أحمد : خمسة من الأنبياء ذوو اسمين
محمد وأحمد نبينا صلى الله عليه وسلم
وعيسى والمسيح وإسرائيل ويعقوب ويونس وذو النون وإلياس وذو الكفل صلى الله عليهم وسلم .
قلت : ذكرنا أن
لعيسى أربعة أسماء ، وأما نبينا صلى الله عليه وسلم فله أسماء كثيرة بيانها في مواضعها .
وإسرائيل اسم أعجمي ولذلك لم ينصرف ، وهو في موضع خفض بالإضافة وفيه سبع لغات :
إسرائيل وهي لغة القرآن
وإسرائيل بمدة مهموزة مختلسة حكاها شنبوذ عن ورش
وإسراييل بمدة بعد الياء من غير همز وهي قراءة
الأعمش وعيسى بن عمر وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري بغير همز ولا مد
وإسرائل بغير ياء بهمزة مكسورة
وإسراءل بهمزة مفتوحة
وتميم يقولون
إسرائين بالنون . ومعنى
إسرائيل عبد الله . قال
ابن عباس إسرا بالعبرانية هو عبد ، وإيل هو الله وقيل إسرا هو صفوة الله وإيل هو الله وقيل إسرا من الشد فكأن
إسرائيل الذي شده الله وأتقن خلقه ذكره المهدوي . وقال
السهيلي سمي
إسرائيل لأنه أسرى ذات ليلة حين هاجر إلى الله تعالى فسمي
إسرائيل أي أسرى إلى الله ونحو هذا ، فيكون بعض الاسم عبرانيا وبعضه موافقا للعرب ، والله أعلم .