[ ص: 160 ] تفسير
سورة والعصر
وهي مكية . وقال
قتادة مدنية
وروي عن
ابن عباس . وهي ثلاث آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر
فيه مسألتان :
الأولى :
قوله تعالى : والعصر أي الدهر ; قاله
ابن عباس وغيره . فالعصر مثل الدهر ; ومنه قول الشاعر :
سبيل الهوى وعر وبحر الهوى غمر ويوم الهوى شهر وشهر الهوى دهر
أي عصر .
أقسم الله به - عز وجل - ; لما فيه من التنبيه بتصرف الأحوال وتبدلها ، وما فيها من الدلالة على الصانع . وقيل : العصر : الليل والنهار . قال
حميد بن ثور :
ولن يلبث العصران : يوم وليلة إذا طلبا أن يدركا ما تيمما
والعصران أيضا : الغداة والعشي . قال :
وأمطله العصرين حتى يملني ويرضى بنصف الدين والأنف راغم
يقول : إذا جاءني أول النهار وعدته آخره . وقيل : إنه العشي ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها ; قاله
الحسن وقتادة . ومنه قول الشاعر :
تروح بنا يا عمرو قد قصر العصر وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر
[ ص: 161 ] وعن
قتادة أيضا : هو آخر ساعة من ساعات النهار . وقيل : هو قسم بصلاة العصر ، وهي الوسطى ; لأنها أفضل الصلوات ; قاله
مقاتل . يقال : أذن للعصر ، أي لصلاة العصر . وصليت العصر ; أي صلاة العصر . وفي الخبر الصحيح الصلاة الوسطى صلاة العصر . وقد مضى في سورة ( البقرة ) بيانه . وقيل : هو قسم بعصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لفضله بتجديد النبوة فيه . وقيل : معناه ورب العصر .
الثانية : قال
مالك : من حلف ألا يكلم رجلا عصرا : لم يكلمه سنة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : إنما حمل
مالك يمين الحالف ألا يكلم امرأ عصرا على السنة ; لأنه أكثر ما قيل فيه ، وذلك على أصله في تغليظ المعنى في الأيمان . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يبر بساعة ; إلا أن تكون له نية ، وبه أقول ; إلا أن يكون الحالف عربيا ، فيقال له : ما أردت ؟ فإذا فسره بما يحتمله قبل منه ، إلا أن يكون الأقل ، ويجيء على مذهب
مالك أن يحمل على ما يفسر . والله أعلم .