قوله تعالى : ما أغنى عنه ماله وما كسب
أي ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ، ولا ما كسب من جاه . وقال
مجاهد : من الولد ؛ وولد الرجل من كسبه . وقرأ
الأعمش ( وما اكتسب ) ورواه عن
ابن مسعود . وقال
أبو الطفيل : جاء بنو
أبي لهب يختصمون عند
ابن عباس ، فاقتتلوا ، فقام ليحجز بينهم ، فدفعه بعضهم ، فوقع على الفراش ، فغضب
ابن عباس وقال : أخرجوا عني الكسب الخبيث ؛ يعني ولده . وعن
عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ،
[ ص: 213 ] وإن ولده من كسبه
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500632 . خرجه أبو داود . وقال ابن عباس : لما أنذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشيرته بالنار ، قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفدي نفسي بمالي وولدي ؛ فنزل : ما أغنى عنه ماله وما كسب . و ما في قوله : ما أغنى : يجوز أن تكون نفيا ، ويجوز أن تكون استفهاما ؛ أي أي شيء أغنى عنه ؟ و ما الثانية : يجوز أن تكون بمعنى الذي ، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا ؛ أي ما أغنى عنه ماله وكسبه .