قوله تعالى : وامرأته حمالة الحطب قوله تعالى : وامرأته
أم جميل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : العوراء أم قبيح ، وكانت عوراء .
حمالة الحطب قال
ابن عباس ومجاهد وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : كانت تمشي بالنميمة بين الناس ؛ تقول العرب : فلان يحطب على فلان : إذا ورش عليه . قال الشاعر :
إن بني الأدرم حمالو الحطب هم الوشاة في الرضا وفي الغضب عليهم اللعنة تترى والحرب
وقال آخر :
من البيض لم تصطد على ظهر لأمة ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب
[ ص: 214 ] يعني : لم تمش بالنمائم ، وجعل الحطب رطبا ليدل على التدخين ، الذي هو زيادة في الشر . وقال
أكثم بن صيفي لبنيه : إياكم والنميمة فإنها نار محرقة ، وإن النمام ليعمل في ساعة ما لا يعمل الساحر في شهر . أخذه بعض الشعراء فقال :
إن النميمة نار ويك محرقة فقر عنها وجانب من تعاطاها
ولذلك قيل : نار الحقد لا تخبو . وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500633لا يدخل الجنة نمام . وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500634ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها . وقال عليه الصلاة والسلام :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500635من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه . وقال
كعب الأحبار : أصاب
بني إسرائيل قحط ، فخرج بهم
موسى - عليه السلام - ثلاث مرات فلم يستسقوا . فقال
موسى : " إلهي عبادك " فأوحى الله إليه : " إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لأن فيهم رجلا نماما ، قد أصر على النميمة " . فقال
موسى : " يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا " ؟ فقال : " يا
موسى أنهاك عن النميمة وأكون نماما " قال : فتابوا بأجمعهم ، فسقوا .
والنميمة من الكبائر ، لا خلاف في ذلك ؛ حتى قال
الفضيل بن عياض : ثلاث تهد العمل الصالح ويفطرن الصائم ، وينقضن الوضوء : الغيبة ، والنميمة ، والكذب . وقال
عطاء بن السائب : ذكرت
nindex.php?page=showalam&ids=14577للشعبي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500636لا يدخل الجنة سافك دم ، ولا مشاء بنميمة ، ولا تاجر يربي فقلت : يا
أبا عمرو ، قرن النمام بالقاتل وآكل الربا ؟ فقال : وهل تسفك الدماء ، وتنتهب الأموال ، وتهيج الأمور العظام ، إلا من أجل النميمة .
وقال
قتادة وغيره : كانت تعير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفقر . ثم كانت مع كثرة مالها تحمل الحطب على ظهرها ؛ لشدة بخلها ، فعيرت بالبخل . وقال
ابن زيد والضحاك : كانت تحمل العضاه والشوك ، فتطرحه بالليل على طريق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؛ وقاله
ابن عباس . قال
الربيع : فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطؤه كما يطأ الحرير . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17058مرة الهمداني : كانت
أم جميل تأتي كل يوم بإبالة من الحسك ، فتطرحها على طريق المسلمين ، فبينما هي حاملة ذات يوم حزمة
[ ص: 215 ] أعيت ، فقعدت على حجر لتستريح ، فجذبها الملك من خلفها فأهلكها .
وقال
سعيد بن جبير : حمالة الخطايا والذنوب ؛ من قولهم : فلان يحتطب على ظهره ؛ دليله قوله تعالى :
وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم . وقيل : المعنى حمالة الحطب في النار ؛ وفيه بعد . وقراءة العامة حمالة بالرفع ، على أن يكون خبرا وامرأته مبتدأ . ويكون
في جيدها حبل من مسد جملة في موضع الحال من المضمر في حمالة . أو خبرا ثانيا . أو يكون حمالة الحطب نعتا لامرأته . والخبر
في جيدها حبل من مسد ؛ فيوقف - على هذا - على ( ذات لهب ( . ويجوز أن يكون وامرأته معطوفة على المضمر في سيصلى فلا يوقف على ( ذات لهب ) ويوقف على وامرأته وتكون حمالة الحطب خبر ابتداء محذوف . وقرأ عاصم حمالة الحطب بالنصب على الذم ، كأنها اشتهرت بذلك ، فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص ، كقوله تعالى :
ملعونين أينما ثقفوا . وقرأ
أبو قلابة ( حاملة الحطب ) .