السادسة :
واختلف الناس في تخصيص الركوع بالذكر فقال قوم جعل الركوع ؛ لما كان من أركان الصلاة عبارة عن الصلاة .
قلت : وهذا ليس مختصا بالركوع وحده ، فقد جعل الشرع القراءة عبارة عن الصلاة والسجود عبارة عن الركعة بكمالها فقال
وقرآن الفجر أي صلاة الفجر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=832810من أدرك سجدة من الصلاة فقد أدرك الصلاة .
وأهل الحجاز يطلقون على الركعة سجدة وقيل إنما خص الركوع بالذكر ؛ لأن
بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع وقيل : لأنه كان أثقل على القوم في الجاهلية حتى لقد قال بعض من أسلم - أظنه
عمران بن حصين - للنبي صلى الله عليه وسلم : على ألا أخر إلا قائما . فمن تأويله على ألا أركع ، فلما تمكن الإسلام من قلبه اطمأنت بذلك نفسه وامتثل ما أمر به من الركوع .