الثانية : في شدة عذاب من هذه صفته روى
حماد بن سلمة عن
علي بن زيد عن
أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=837010ليلة أسري بي مررت على ناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الخطباء من أهل الدنيا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون وروى
أبو أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم يجرون قصبهم في نار جهنم فيقال لهم من أنتم ؟ فيقولون نحن الذين كنا نأمر الناس بالخير وننسى أنفسنا .
قلت : وهذا الحديث وإن كان فيه لين ; لأن في سنده
الخصيب بن جحدر كان الإمام
أحمد يستضعفه وكذلك
ابن معين يرويه عن
أبي غالب عن
nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي وأبو غالب هو فيما حكى
يحيى بن معين حزور القرشي مولى خالد بن عبد الله بن أسيد وقيل
مولى باهلة وقيل
مولى عبد الرحمن الحضرمي كان يختلف إلى
الشام في تجارته قال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : هو صالح الحديث فقد رواه
مسلم في صحيحه بمعناه عن
أسامة بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
nindex.php?page=hadith&LINKID=832856يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى قد كنت آمر بالمعروف ، ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه .
القصب ( بضم القاف ) المعى وجمعه أقصاب والأقتاب الأمعاء واحدها قتب ومعنى " فتندلق " : فتخرج بسرعة . وروينا " فتنفلق " .
قلت : فقد دل الحديث الصحيح وألفاظ الآية على أن
عقوبة من كان عالما بالمعروف وبالمنكر وبوجوب القيام بوظيفة كل واحد منهما أشد ممن لم يعلمه وإنما ذلك ؛ لأنه كالمستهين بحرمات الله تعالى ومستخف بأحكامه وهو ممن لا ينتفع بعلمه ; قال
[ ص: 345 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837013أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه أخرجه
ابن ماجه في سننه .