السادسة قوله تعالى :
وتنسون أنفسكم أي تتركون . والنسيان ( بكسر النون ) يكون بمعنى الترك ، وهو المراد هنا ، وفي قوله تعالى :
نسوا الله فنسيهم ، وقوله :
فلما نسوا ما ذكروا به ، وقوله :
ولا تنسوا الفضل بينكم . ويكون خلاف الذكر والحفظ ، ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830194نسي آدم فنسيت ذريته . وسيأتي . يقال : رجل نسيان ( بفتح النون ) : كثير النسيان للشيء . وقد نسيت الشيء نسيانا ، ولا تقل نسيانا ( بالتحريك ) ; لأن النسيان إنما هو تثنية نسا العرق . وأنفس : جمع نفس ، جمع قلة . والنفس : الروح ، يقال : خرجت نفسه ، قال
أبو خراش :
نجا سالم والنفس منه بشدقه ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا
أي بجفن سيف ومئزر . ومن الدليل على أن النفس الروح قوله تعالى :
الله يتوفى الأنفس حين موتها [ ص: 347 ] يريد الأرواح في قول جماعة من أهل التأويل على ما يأتي ، وذلك بين في قول
بلال للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث
ابن شهاب nindex.php?page=hadith&LINKID=832857أخذ بنفسي يا رسول الله الذي أخذ بنفسك ، وقوله عليه السلام في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=832858إن الله قبض أرواحنا ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا رواهما
مالك ، وهو أولى ما يقال به ، والنفس أيضا الدم يقال سالت نفسه قال الشاعر
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليست على غير الظبات تسيل
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي ما ليس له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه والنفس أيضا الجسد قال الشاعر
نبئت أن بني سحيم أدخلوا أبياتهم تامور نفس المنذر
والتامور أيضا : الدم .