الحادية عشرة : نسب الله تعالى الفعل إلى
آل فرعون وهم إنما كانوا يفعلون بأمره وسلطانه لتوليهم ذلك بأنفسهم وليعلم أن المباشر مأخوذ بفعله قال
الطبري ويقتضي أن من أمره ظالم بقتل أحد فقتله المأمور فهو المأخوذ به .
قلت : وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال يقتلان جميعا ، هذا بأمره والمأمور بمباشرته هكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في تفصيل لهما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إذا
أمر السلطان رجلا بقتل رجل والمأمور يعلم أنه أمر بقتله ظلما كان عليه وعلى الإمام القود كقاتلين معا وإن أكرهه الإمام عليه وعلم أنه يقتله ظلما كان على الإمام القود ، وفي المأمور قولان أحدهما أن عليه القود والآخر لا قود عليه وعليه نصف الدية حكاه
ابن المنذر ، وقال علماؤنا : لا يخلو المأمور أن يكون ممن تلزمه طاعة الآمر ويخاف شره
[ ص: 363 ] كالسلطان والسيد لعبده فالقود في ذلك لازم لهما أو يكون ممن لا يلزمه ذلك فيقتل المباشر وحده دون الآمر وذلك كالأب يأمر ولده أو المعلم بعض صبيانه أو الصانع بعض متعلميه إذا كان محتلما فإن كان غير محتلم فالقتل على الآمر ، وعلى عاقلة الصبي نصف الدية وقال
ابن نافع لا يقتل السيد إذا أمر عبده وإن كان أعجميا بقتل إنسان قال
ابن حبيب وبقول
ابن القاسم أقول إن القتل عليهما فأما أمر من لا خوف على المأمور في مخالفته فإنه لا يلحق بالإكراه بل يقتل المأمور دون الآمر ويضرب الآمر ويحبس وقال
أحمد في السيد يأمر عبده أن يقتل رجلا يقتل السيد وروي هذا القول عن
علي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة رضي الله عنهما وقال
علي ويستودع العبد السجن وقال
أحمد ويحبس العبد ويضرب ويؤدب وقال
الثوري يعزر السيد وقال
الحكم وحماد يقتل العبد وقال
قتادة يقتلان جميعا وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إن كان العبد فصيحا يعقل قتل العبد وعوقب السيد وإن كان العبد أعجميا فعلى السيد القود وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى لا يقتل الآمر ولكن تقطع يديه ثم يعاقب ويحبس وهو القول الثاني ويقتل المأمور للمباشرة وكذلك قال
عطاء والحكم وحماد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وأحمد وإسحاق في الرجل يأمر الرجل بقتل الرجل وذكره
ابن المنذر وقال
زفر : لا يقتل واحد منهما ، وهو القول الثالث حكاه
أبو المعالي في البرهان ورأى أن الآمر والمباشر ليس كل واحد منهما مستقلا في القود فلذلك لا يقتل واحد منهما عنده ، والله أعلم .