القول في اختلاف العلماء في كيفية
إنجاء بني إسرائيل
فذكر
الطبري أن
موسى عليه السلام أوحي إليه أن يسري من
مصر ببني إسرائيل فأمرهم
موسى أن يستعيروا الحلي والمتاع من القبط وأحل الله ذلك
لبني إسرائيل فسرى بهم
موسى من أول الليل فأعلم فرعون فقال لا يتبعهم أحد حتى تصيح الديكة فلم يصح تلك الليلة
بمصر ديك وأمات الله تلك الليلة كثيرا من أبناء القبط فاشتغلوا في الدفن وخرجوا في الأتباع مشرقين كما قال تعالى
فأتبعوهم مشرقين وذهب
موسى إلى ناحية البحر حتى بلغه وكانت عدة
بني إسرائيل نيفا على ستمائة ألف وكانت عدة فرعون ألف ألف ومائتي ألف . وقيل : إن فرعون اتبعه في ألف ألف حصان سوى الإناث وقيل دخل
إسرائيل وهو [ ص: 366 ] يعقوب عليه السلام
مصر في ستة وسبعين نفسا من ولده وولد ولده فأنمى الله عددهم وبارك في ذريته حتى خرجوا إلى البحر يوم فرعون وهم ستمائة ألف من المقاتلة سوى الشيوخ والذرية والنساء وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا
شبابة بن سوار عن
يونس بن أبي إسحاق عن
أبي إسحاق عن
عمرو بن ميمون عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود أن
موسى عليه السلام حين أسرى
ببني إسرائيل بلغ فرعون فأمر بشاة فذبحت ثم قال : لا والله لا يفرغ من سلخها حتى تجتمع لي ستمائة ألف من القبط قال فانطلق
موسى حتى انتهى إلى البحر فقال له : افرق فقال له البحر لقد استكبرت يا
موسى وهل فرقت لأحد من ولد
آدم فأفرق لك ؟ ! قال ومع
موسى رجل على حصان له قال فقال له ذلك الرجل : أين أمرت يا نبي الله ؟ قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال فأقحم فرسه فسبح فخرج فقال أين أمرت يا نبي الله ؟ قال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال والله ما كذبت ولا كذبت ثم اقتحم الثانية فسبح به حتى خرج فقال أين أمرت يا نبي الله ؟ فقال ما أمرت إلا بهذا الوجه قال والله ما كذبت ولا كذبت قال فأوحى الله إليه أن اضرب بعصاك البحر فضربه
موسى بعصاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم فكان فيه اثنا عشر فرقا لاثني عشر سبطا لكل سبط طريق يتراءون ، وذلك أن أطواد الماء صار فيها طيقانا وشبابيك يرى منها بعضهم بعضا فلما خرج أصحاب
موسى وقام أصحاب فرعون التطم البحر عليهم فأغرقهم ، ويذكر أن البحر هو بحر القلزم ، وأن الرجل الذي كان مع
موسى على الفرس هو فتاه
يوشع بن نون ، وأن الله تعالى أوحى إلى البحر أن انفرق لموسى إذا ضربك فبات البحر تلك الليلة يضطرب فحين أصبح ضرب البحر وكناه أبا خالد ذكره
ابن أبي شيبة أيضا ، وقد أكثر المفسرون في قصص هذا المعنى ، وما ذكرناه كاف وسيأتي في سورة " يونس والشعراء " زيادة بيان إن شاء الله تعالى .