قوله تعالى :
وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون
فيه خمس مسائل : الأولى : " وإذ قلتم " معطوف . " يا موسى " نداء مفرد . لن نؤمن لك أي نصدقك
حتى نرى الله جهرة قيل هم السبعون الذين اختارهم
موسى ، وذلك أنهم لما أسمعهم كلام الله تعالى قالوا له بعد ذلك
لن نؤمن لك .
والإيمان بالأنبياء واجب بعد ظهور معجزاتهم فأرسل الله عليهم نارا من السماء فأحرقهم ثم دعا
موسى ربه فأحياهم كما قال تعالى
ثم بعثناكم من بعد موتكم وستأتي قصة السبعين في الأعراف إن شاء الله تعالى قال
nindex.php?page=showalam&ids=13428ابن فورك يحتمل أن تكون معاقبتهم لإخراجهم طلب الرؤية عن طريقه بقولهم
لموسى أرنا الله جهرة وليس ذلك من مقدور
موسى عليه السلام .
وقد اختلف في جواز
رؤية الله تعالى فأكثر المبتدعة على إنكارها في الدنيا والآخرة وأهل السنة والسلف على جوازها فيهما ووقوعها في الآخرة فعلى هذا لم يطلبوا من الرؤية
[ ص: 379 ] محالا ; وقد سألها
موسى عليه السلام وسيأتي الكلام في الرؤية في " الأنعام " و " الأعراف " إن شاء الله تعالى