الثانية :
قوله تعالى : وأنزلنا عليكم المن والسلوى اختلف في المن ما هو ، وتعيينه على أقوال ؛ فقيل : الترنجبين بتشديد الراء وتسكين النون ، ذكره
النحاس ويقال : الطرنجبين بالطاء ، وعلى هذا أكثر المفسرين . وقيل : صمغة حلوة ، وقيل : عسل ، وقيل : شراب حلو ، وقيل : خبز الرقاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ، وقيل : " المن " مصدر يعم جميع ما من الله به على عباده من غير تعب ولا زرع ، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=85سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837038الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل ، وماؤها شفاء للعين في رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837039من المن الذي أنزل الله على موسى رواه
مسلم . قال علماؤنا : وهذا
[ ص: 382 ] الحديث يدل على أن الكمأة مما أنزل الله على
بني إسرائيل أي : مما خلقه الله لهم في التيه قال
أبو عبيد : إنما شبهها بالمن لأنه لا مئونة فيها ببذر ولا سقي ولا علاج ، فهي منه ، أي : من جنس من
بني إسرائيل في أنه كان دون تكلف ، روي أنه كان ينزل عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كالثلج ، فيأخذ الرجل ما يكفيه ليومه ، فإن ادخر منه شيئا فسد عليه إلا في يوم الجمعة ، فإنهم كانوا يدخرون ليوم السبت فلا يفسد عليهم ؛ لأن يوم السبت يوم عبادة ، وما كان ينزل عليهم يوم السبت شيء .