الرابعة :
قوله تعالى : والسلوى اختلف في السلوى ، فقيل : هو السمانى بعينه ، قاله
الضحاك ، قال
ابن عطية : السلوى طير بإجماع المفسرين ، وقد غلط
الهذلي [ خالد بن زهير ] فقال :
وقاسمها بالله جهدا لأنتم ألذ من السلوى إذا ما نشورها
ظن السلوى العسل .
قلت : ما ادعاه من الإجماع لا يصح ، وقد قال
المؤرج - أحد علماء اللغة والتفسير - : إنه العسل ، واستدل ببيت
الهذلي ، وذكر أنه كذلك بلغة
كنانة ، سمي به لأنه يسلى به ، ومنه عين السلوان ، وأنشد :
لو أشرب السلوان ما سليت ما بي غنى عنك وإن غنيت
وقال
الجوهري : والسلوى : العسل ، وذكر بيت
الهذلي :
ألذ من السلوى إذا ما نشورها
[ ص: 383 ] ولم يذكر غلطا ، والسلوانة ( بالضم ) خرزة كانوا يقولون إذا صب عليها ماء المطر فشربه العاشق سلا ، قال :
شربت على سلوانة ماء مزنة فلا وجديد العيش يا مي ما أسلو
واسم ذلك الماء السلوان ، وقال بعضهم : السلوان دواء يسقاه الحزين فيسلو ، والأطباء يسمونه المفرح ، يقال : سليت وسلوت لغتان ، وهو في سلوة من العيش أي : في رغد ، عن
أبي زيد .