الخامسة :
قوله تعالى : وقولوا عطف على ادخلوا . " حطة " - بالرفع - قراءة الجمهور على إضمار مبتدأ أي : مسألتنا حطة ، أو يكون حكاية ، قال
الأخفش : وقرئت " حطة " بالنصب على معنى : أحطط عنا ذنوبنا حطة .
قال
النحاس : الحديث عن
ابن عباس أنه قيل لهم : قولوا لا إله إلا الله وفي حديث آخر عنه : قيل لهم : قولوا : مغفرة ، تفسير للنصب أي : قولوا شيئا يحط ذنوبكم كما يقال : قل خيرا ، والأئمة من القراء على الرفع ، وهو أولى في اللغة ؛ لما حكي عن العرب في معنى بدل ، قال
أحمد بن يحيى : يقال : بدلته أي : غيرته ، ولم أزل عينه ، وأبدلته : أزلت عينه وشخصه ، كما قال :
عزل الأمير للأمير المبدل
وقال الله عز وجل :
قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله وحديث
ابن مسعود قالوا : حطة تفسير على الرفع . هذا كله قول
النحاس . وقال
الحسن وعكرمة : حطة بمعنى حط ذنوبنا ، أمروا أن يقولوا : لا إله إلا الله ليحط بها ذنوبهم ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13033ابن جبير معناه الاستغفار .
nindex.php?page=showalam&ids=11793أبان بن تغلب : التوبة ، قال الشاعر :
فاز بالحطة التي جعل الل ه بها ذنب عبده مغفورا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس في المجمل : " حطة " كلمة أمر بها
بنو إسرائيل ، لو قالوها لحطت أوزارهم ، وقاله
الجوهري أيضا في " الصحاح " .
قلت : يحتمل أن يكونوا تعبدوا بهذا اللفظ بعينه ، وهو الظاهر من الحديث ، روى
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837041قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة يغفر لكم خطاياكم ، فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم ، وقالوا : حبة في شعرة وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وقال
nindex.php?page=hadith&LINKID=837042فبدلوا وقالوا : حطة حبة في شعرة في غير الصحيحين :
حنطة في شعر وقيل : قالوا : هطا سمهأثا ، وهي لفظة عبرانية ، تفسيرها : حنطة حمراء ، حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة وحكاه
الهروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ومجاهد ، وكان قصدهم خلاف ما أمرهم الله به فعصوا
[ ص: 386 ] وتمردوا واستهزءوا فعاقبهم الله بالرجز ، وهو العذاب ، وقال
ابن زيد كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا ، وروي أن الباب جعل قصيرا ليدخلوه ركعا فدخلوه متوركين على أستاههم ، والله أعلم .