قوله تعالى : وعدسها وبصلها العدس معروف . والعدسة : بثرة تخرج بالإنسان ، وربما قتلت وعدس : زجر للبغال ، قال [
nindex.php?page=showalam&ids=17375يزيد بن مفرغ ] :
عدس ما لعباد عليك إمارة نجوت وهذا تحملين طليق
والعدس : شدة الوطء ، والكدح أيضا ، يقال : عدسه . وعدس في الأرض : ذهب فيها . وعدست إليه المنية أي : سارت ، قال
الكميت :
أكلفها هول الظلام ولم أزل أخا الليل معدوسا إلي وعادسا
أي : يسار إلي بالليل . وعدس : لغة في حدس ، قاله
الجوهري . ويؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث
علي أنه قال :
عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدس ، وإنه يرق القلب ويكثر الدمعة ، فإنه بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى ابن مريم ، ذكره
الثعلبي وغيره . وكان
عمر بن عبد العزيز يأكل يوما خبزا بزيت ، ويوما بلحم ، ويوما بعدس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14164الحليمي : والعدس والزيت طعام الصالحين ،
[ ص: 400 ] ولو لم يكن له فضيلة إلا أنه ضيافة
إبراهيم عليه السلام في مدينته لا تخلو منه لكان فيه كفاية . وهو مما يخفف البدن فيخف للعبادة ، لا تثور منه الشهوات كما تثور من اللحم . والحنطة من جملة الحبوب ، وهي الفوم على الصحيح ، والشعير قريب منها وكان طعام
أهل المدينة ، كما كان العدس من طعام قرية
إبراهيم عليه السلام ، فصار لكل واحد من الحبتين بأحد النبيين عليهما السلام فضيلة ، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يشبع هو وأهله من خبز بر ثلاثة أيام متتابعة منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله عز وجل