قوله تعالى : فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين قوله تعالى :
فجعلناها نكالا نصب على المفعول الثاني . وفي المجعول نكالا أقاويل ، قيل : العقوبة . وقيل : القرية ؛ إذ معنى الكلام يقتضيها وقيل : الأمة التي مسخت .
[ ص: 414 ] وقيل : الحيتان ، وفيه بعد . والنكال : الزجر والعقاب . والنكل والأنكال : القيود . وسميت القيود أنكالا لأنها ينكل بها ، أي : يمنع . ويقال للجام الثقيل : نكل ونكل ؛ لأن الدابة تمنع به ونكل عن الأمر ينكل ، ونكل ينكل إذا امتنع . والتنكيل : إصابة الأعداء بعقوبة تنكل من وراءهم ، أي : تجبنهم . وقال
الأزهري : النكال : العقوبة .
ابن دريد : والمنكل : الشيء الذي ينكل بالإنسان ، قال [
رياح المؤلي ] :
فارم على أقفائهم بمنكل
قوله :
لما بين يديها قال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : لما بين يدي المسخة ما قبلها من ذنوب القوم . وما خلفها لمن يعمل مثل تلك الذنوب . قال
الفراء : جعلت المسخة نكالا لما مضى من الذنوب ، ولما يعمل بعدها ليخافوا المسخ بذنوبهم . قال
ابن عطية : وهذا قول جيد ، والضميران للعقوبة . وروى
الحكم عن
مجاهد عن
ابن عباس : لمن حضر معهم ولمن يأتي بعدهم . واختاره
النحاس ، قال : وهو أشبه بالمعنى ، والله أعلم . وعن
ابن عباس أيضا
لما بين يديها وما خلفها : من القرى . وقال
قتادة :
لما بين يديها من ذنوبهم ، " وما خلفها " من صيد الحيتان .
قوله تعالى :
وموعظة للمتقين عطف على نكال ، ووزنها مفعلة من الاتعاظ والانزجار . والوعظ : التخويف . والعظة الاسم . قال
الخليل : الوعظ التذكير بالخير فيما يرق له القلب . قال
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وخص المتقين وإن كانت موعظة للعالمين لتفردهم بها عن الكافرين المعاندين ، قال
ابن عطية : واللفظ يعم كل متق من كل أمة ، وقال
الزجاج :
وموعظة للمتقين لأمة
محمد صلى الله عليه وسلم أن ينتهكوا من حرم الله جل وعز ما نهاهم عنه فيصيبهم ما أصاب أصحاب السبت ؛ إذ انتهكوا حرم الله في سبتهم