قوله تعالى :
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون فيه خمس مسائل :
الأولى قوله : فويل اختلف في الويل ما هو ، فروى
عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبل من نار . وروى
أبو سعيد الخدري أن الويل واد في جهنم بين جبلين يهوي فيه الهاوي أربعين خريفا . وروى
سفيان nindex.php?page=showalam&ids=16572وعطاء بن يسار : إن الويل في هذه الآية واد يجري بفناء جهنم من صديد أهل النار . وقيل : صهريج في جهنم . وحكى
الزهراوي عن آخرين : أنه باب من أبواب جهنم . وعن
ابن عباس : الويل المشقة من العذاب . وقال
الخليل : الويل شدة الشر .
الأصمعي : الويل تفجع وترحم .
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ويل لمن وقع في الهلكة ، وويح زجر لمن أشرف على الهلكة .
ابن عرفة : الويل الحزن : يقال : تويل الرجل إذا دعا بالويل ، وإنما يقال ذلك عند الحزن والمكروه ، ومنه قوله :
فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم . وقيل :
[ ص: 10 ] أصله الهلكة ، وكل من وقع في هلكة دعا بالويل ، ومنه قوله تعالى :
ياويلتنا مال هذا الكتاب . وهي الويل والويلة ، وهما الهلكة ، والجمع الويلات ، قال :
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم
وقال أيضا :
فقالت لك الويلات إنك مرجلي
وارتفع " ويل " بالابتداء ، وجاز الابتداء به وإن كان نكرة لأن فيه معنى الدعاء . قال
الأخفش : ويجوز النصب على إضمار فعل ، أي ألزمهم الله ويلا . وقال
الفراء : الأصل في الويل " وي " أي حزن ، كما تقول : وي لفلان ، أي حزن له ، فوصلته العرب باللام وقدروها منه فأعربوها . والأحسن فيه إذا فصل عن الإضافة الرفع ; لأنه يقتضي الوقوع . ويصح النصب على معنى الدعاء ، كما ذكرنا .
قال
الخليل : ولم يسمع على بنائه إلا ويح وويس وويه وويك وويل وويب ، وكله يتقارب في المعنى . وقد فرق بينها قوم ، وهي مصادر لم تنطق العرب منها بفعل . قال
الجرمي : ومما ينتصب انتصاب المصادر ويله وعوله وويحه وويسه ، فإذا أدخلت اللام رفعت فقلت : ويل له ، وويح له .