قوله تعالى :
ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب يعني التوراة . وقفينا أي أتبعنا والتقفية : الإتباع والإرداف ، مأخوذ من إتباع القفا وهو مؤخر العنق . تقول استقفيته إذا جئت من خلفه ، ومنه سميت قافية الشعر ; لأنها تتلو سائر الكلام . والقافية : القفا ، ومنه الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837112يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم . والقفي والقفاوة : ما يدخر من اللبن وغيره لمن تريد إكرامه . وقفوت الرجل : قذفته بفجور . وفلان قفوتي أي تهمتي . وقفوتي أي خيرتي . قال
ابن دريد كأنه من الأضداد . قال العلماء : وهذه الآية مثل قوله تعالى :
ثم أرسلنا رسلنا تترى . وكل رسول جاء بعد
موسى فإنما جاء بإثبات التوراة والأمر بلزومها إلى
عيسى عليه السلام . ويقال : رسل ورسل لغتان ، الأولى لغة
الحجاز ، والثانية لغة
تميم ، وسواء كان مضافا أو غير مضاف . وكان
أبو عمرو يخفف إذا أضاف إلى حرفين ، ويثقل إذا أضاف إلى حرف واحد .