قوله تعالى : أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم أي بما لا يوافقها ويلائمها ، وحذفت الهاء لطول الاسم ، أي بما لا تهواه . استكبرتم عن إجابته احتقارا للرسل ، واستبعادا للرسالة . وأصل الهوى الميل إلى الشيء ، ويجمع أهواء ، كما جاء في التنزيل ، ولا يجمع أهوية ، على أنهم قد قالوا في ندى : أندية ، قال الشاعر :
في ليلة من جمادى ذات أندية لا يبصر الكلب في ظلمائها الطنبا
قال
الجوهري : وهو شاذ وسمي الهوى هوى لأنه يهوي بصاحبه إلى النار ، ولذلك لا يستعمل في الغالب إلا فيما ليس بحق وفيما لا خير فيه ، وهذه الآية من ذلك . وقد يستعمل في الحق ، ومنه قول
عمر رضي الله عنه في أسارى
بدر : فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال
أبو بكر ولم يهو ما قلت . وقالت
عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837113والله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك . أخرجهما
مسلم .
[ ص: 26 ] قوله تعالى : ففريقا كذبتم ففريقا منصوب ب كذبتم ، وكذا وفريقا تقتلون فكان ممن كذبوه
عيسى ومحمد عليهما السلام ، وممن قتلوه
يحيى وزكريا عليهما السلام ، على ما يأتي بيانه في " سبحان " إن شاء الله تعالى .