[ ص: 27 ] قوله تعالى :
ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين قوله تعالى : ولما جاءهم يعني
اليهود . كتاب يعني القرآن . من عند الله مصدق نعت لكتاب ، ويجوز في غير القرآن نصبه على الحال ، وكذلك هو في مصحف
أبي بالنصب فيما روي . لما معهم يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيهما . وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي يستنصرون . والاستفتاح الاستنصار . استفتحت : استنصرت . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837114كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح بصعاليك المهاجرين ، أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم . ومنه
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده . والنصر : فتح شيء مغلق ، فهو يرجع إلى قولهم : فتحت الباب . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837115إنما نصر الله هذه الأمة بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=837116أبغوني الضعيف فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم . قال
ابن عباس : كانت
يهود خيبر تقاتل
غطفان فلما التقوا هزمت
يهود ، فعادت
يهود بهذا الدعاء وقالوا : إنا نسألك بحق النبي الأمي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا تنصرنا عليهم . قال : فكانوا إذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا
غطفان ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا ، فأنزل الله تعالى :
وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا أي بك يا
محمد ، إلى قوله :
فلعنة الله على الكافرين .
قوله تعالى : ولما جاءهم جواب لما الفاء وما بعدها في قوله
فلما جاءهم ما عرفوا في قول
الفراء ، وجواب لما الثانية كفروا . وقال
الأخفش سعيد : جواب لما محذوف لعلم السامع ، وقاله
الزجاج . وقال
المبرد : جواب لما في قوله : كفروا ، وأعيدت لما الثانية لطول الكلام . ويفيد ذلك تقرير الذنب وتأكيدا له .