قوله تعالى :
أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون قوله تعالى : أوكلما عاهدوا عهدا الواو واو العطف ، دخلت عليها ألف الاستفهام كما تدخل على الفاء في قوله :
أفحكم الجاهلية ،
أفأنت تسمع الصم ،
أفتتخذونه وذريته . وعلى ثم كقوله :
أثم إذا ما وقع هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وقال
الأخفش : الواو زائدة . ومذهب
الكسائي أنها أو ، حركت الواو منها تسهيلا . وقرأها قوم أو ، ساكنة الواو ، فتجيء بمعنى بل ، كما يقول القائل : لأضربنك ، فيقول المجيب : أو يكفي الله . قال
ابن عطية : وهذا كله متكلف ، والصحيح قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . كلما نصب على الظرف ، والمعني في الآية
مالك بن الصيف ويقال فيه
ابن الضيف ، كان قد قال : والله ما أخذ علينا عهد في كتابنا أن نؤمن
بمحمد ولا ميثاق ، فنزلت الآية . وقيل : إن
اليهود عاهدوا لئن خرج
محمد لنؤمن به ولنكونن معه على مشركي العرب ، فلما بعث كفروا به . وقال
عطاء : هي العهود التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين
اليهود فنقضوها كفعل
قريظة والنضير ، دليله قوله تعالى :
الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون .
قوله تعالى :
نبذه فريق منهم النبذ : الطرح والإلقاء ، ومنه النبيذ والمنبوذ ، قال
أبو الأسود :
وخبرني من كنت أرسلت إنما أخذت كتابي معرضا بشمالكا نظرت إلى عنوانه فنبذته
كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
[ ص: 40 ] آخر :
إن الذين أمرتهم أن يعدلوا نبذوا كتابك واستحلوا المحرما
وهذا مثل يضرب لمن استخف بالشيء فلا يعمل به ، تقول العرب : اجعل هذا خلف ظهرك ، ودبرا منك ، وتحت قدمك ، أي اتركه وأعرض عنه ، قال الله تعالى :
واتخذتموه وراءكم ظهريا . وأنشد
الفراء :
تميم بن زيد لا تكونن حاجتي بظهر فلا يعيا علي جوابها
بل أكثرهم ابتداء . لا يؤمنون فعل مستقبل في موضع الخبر .