الثامنة : قال علماؤنا :
لا ينكر أن يظهر على يد الساحر خرق العادات مما ليس في مقدور البشر من مرض وتفريق وزوال عقل وتعويج عضو إلى غير ذلك مما قام الدليل على استحالة كونه من مقدورات العباد . قالوا : ولا يبعد في السحر أن يستدق جسم الساحر حتى يتولج في الكوات والخوخات والانتصاب على رأس قصبة ، والجري على خيط مستدق ، والطيران في الهواء والمشي على الماء وركوب كلب وغير ذلك . ومع ذلك فلا يكون السحر موجبا لذلك
[ ص: 46 ] ولا علة لوقوعه ولا سببا مولدا ، ولا يكون الساحر مستقلا به ، وإنما يخلق الله تعالى هذه الأشياء ويحدثها عند وجود السحر ، كما يخلق الشبع عند الأكل ، والري عند شرب الماء . روى
سفيان عن
عمار الذهبي أن ساحرا كان عند
الوليد بن عقبة يمشي على الحبل ، ويدخل في است الحمار ويخرج من فيه ، فاشتمل له
جندب على السيف فقتله
جندب - هذا هو
nindex.php?page=showalam&ids=193جندب بن كعب الأزدي ويقال البجلي - وهو الذي قال في حقه النبي صلى الله عليه وسلم :
يكون في أمتي رجل يقال له جندب يضرب ضربة بالسيف يفرق بين الحق والباطل . فكانوا يرونه
جندبا هذا قاتل الساحر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : روى عنه
حارثة بن مضرب .