الخامسة عشرة :
وما أنزل على الملكين ما نفي ، والواو للعطف على قوله :
وما كفر سليمان وذلك أن
اليهود قالوا : إن الله أنزل
جبريل وميكائيل بالسحر ، فنفى الله ذلك . وفي الكلام تقديم وتأخير ، التقدير وما كفر
سليمان ، وما أنزل على الملكين ، ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر
ببابل هاروت وماروت ،
فهاروت وماروت بدل من الشياطين في قوله :
ولكن الشياطين كفروا . هذا أولى ما حملت عليه الآية من التأويل ، وأصح ما قيل فيها ولا يلتفت إلى سواه ، فالسحر من استخراج الشياطين للطافة جوهرهم ، ودقة أفهامهم ، وأكثر ما يتعاطاه من الإنس النساء وخاصة في حال طمثهن ، قال الله تعالى : ومن شر النفاثات في العقد . وقال الشاعر :
أعوذ بربي من النافثا ت . . . . . . . . . . . . . .