صفحة جزء
الحادية والعشرون : قوله تعالى : وما يعلمان من أحد من زائدة للتوكيد ، والتقدير : وما يعلمان أحدا . حتى يقولا نصب بحتى فلذلك حذفت منه النون ، ولغة هذيل وثقيف " عتى " بالعين المعجمة . والضمير في يعلمان لهاروت وماروت . وفي يعلمان قولان ، أحدهما : أنه على بابه من التعليم . الثاني : أنه من الإعلام لا من التعليم ، ف يعلمان بمعنى يعلمان ، وقد جاء في كلام العرب تعلم بمعنى اعلم ، ذكره ابن الأعرابي وابن الأنباري . قال كعب بن مالك :

تعلم رسول الله أنك مدركي وأن وعيدا منك كالأخذ باليد



وقال القطامي :

تعلم أن بعد الغي رشدا     وأن لذلك الغي انقشاعا



وقال زهير :

تعلمن ها لعمر الله ذا قسما     فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك



وقال آخر :

تعلم أنه لا طير إلا     على متطير وهو الثبور



إنما نحن فتنة لما أنبأ بفتنتهما كانت الدنيا أسحر منهما حين كتمت فتنتها . فلا تكفر قالت فرقة بتعليم السحر ، وقالت فرقة باستعماله . وحكى المهدوي أنه استهزاء ; لأنهما إنما يقولانه لمن قد تحققا ضلاله .

التالي السابق


الخدمات العلمية