الرابعة عشرة :
أو ننسها قرأ
أبو عمرو وابن كثير بفتح النون والسين
[ ص: 66 ] والهمز ، وبه قرأ
عمر nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير والنخعي وابن محيصن ، من التأخير ، أي نؤخر نسخ لفظها ، أي نتركه في آخر أم الكتاب فلا يكون . وهذا قول
عطاء . وقال غير
عطاء : معنى أو ننسأها : نؤخرها عن النسخ إلى وقت معلوم ، من قولهم : نسأت هذا الأمر إذا أخرته ، ومن ذلك قولهم : بعته نسأ إذا أخرته . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13417ابن فارس : ويقولون : نسأ الله في أجلك ، وأنسأ الله أجلك . وقد انتسأ القوم إذا تأخروا وتباعدوا ، ونسأتهم أنا أخرتهم . فالمعنى نؤخر نزولها أو نسخها على ما ذكرنا . وقيل : نذهبها عنكم حتى لا تقرأ ولا تذكر . وقرأ الباقون ننسها بضم النون ، من النسيان الذي بمعنى الترك ، أي نتركها فلا نبدلها ولا ننسخها ، قاله
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، ومنه قوله تعالى :
نسوا الله فنسيهم أي تركوا عبادته فتركهم في العذاب . واختار هذه القراءة
أبو عبيد وأبو حاتم ، قال
أبو عبيد : سمعت
أبا نعيم القارئ يقول : قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بقراءة
أبي عمرو فلم يغير علي إلا حرفين ، قال : قرأت عليه أرنا فقال : أرنا ، فقال
أبو عبيد : وأحسب الحرف الآخر " أو ننسأها " فقال : أو ننسها . وحكى
الأزهري ننسها نأمر بتركها ، يقال : أنسيته الشيء أي أمرت بتركه ، ونسيته تركته ، قال الشاعر :
إن علي عقبة أقضيها لست بناسيها ولا منسيها
أي ولا آمر بتركها . وقال
الزجاج : إن القراءة بضم النون لا يتوجه فيها معنى الترك ، لا يقال : أنسى بمعنى ترك ، وما روى
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس أو ننسها قال : نتركها لا نبدلها ، فلا يصح . ولعل
ابن عباس قال : نتركها ، فلم يضبط . والذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر أن معنى أو ننسها نبح لكم تركها ، من نسي إذا ترك ، ثم تعديه . وقال
أبو علي وغيره : ذلك متجه ; لأنه بمعنى نجعلك تتركها . وقيل : من النسيان على بابه الذي هو عدم الذكر ، على معنى أو ننسكها يا
محمد فلا تذكرها ، نقل بالهمز فتعدى الفعل إلى مفعولين : وهما النبي والهاء ، لكن اسم النبي محذوف .