الثانية : واختلف الناس في
المراد بهذه الآية وفيمن نزلت ، فذكر المفسرون أنها نزلت في
بخت نصر ; لأنه كان أخرب
بيت المقدس . وقال
ابن عباس وغيره : نزلت في
النصارى ، والمعنى كيف تدعون أيها
النصارى أنكم من أهل الجنة ! وقد خربتم
بيت المقدس ومنعتم المصلين من الصلاة فيه . ومعنى الآية على هذا : التعجب من فعل
النصارى ببيت المقدس مع تعظيمهم له ، وإنما فعلوا ما فعلوا عداوة
لليهود . روى
سعيد عن
قتادة قال : أولئك أعداء الله
النصارى . حملهم إبغاض
اليهود على أن أعانوا
بخت نصر البابلي المجوسي على تخريب
بيت المقدس . وروي أن هذا التخريب بقي إلى زمن
عمر رضي الله عنه . وقيل : نزلت في المشركين إذ منعوا المصلين والنبي صلى الله عليه وسلم ، وصدوهم عن
المسجد الحرام عام
الحديبية .
وقيل : المراد من منع من كل مسجد إلى يوم القيامة ، وهو الصحيح ; لأن اللفظ عام ورد بصيغة الجمع ، فتخصيصها ببعض المساجد وبعض الأشخاص ضعيف ، والله تعالى أعلم .