الثالثة : قال
ابن عطية : ظن بعض العلماء أن
جبريل عليه السلام لم ينزل بسورة الحمد ; لما رواه
مسلم عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830092بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم ، سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ; فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ; لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته . قال
ابن عطية : وليس كما ظن ، فإن هذا الحديث يدل على أن
جبريل عليه السلام تقدم الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلما به وبما ينزل معه ; وعلى هذا يكون
جبريل شارك في نزولها ; والله أعلم .
قلت : الظاهر من الحديث يدل على أن
جبريل عليه السلام لم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك . وقد بينا أن نزولها كان
بمكة ، نزل بها
جبريل عليه السلام ، لقوله تعالى :
نزل به الروح الأمين وهذا يقتضي جميع القرآن ، فيكون
جبريل عليه السلام نزل بتلاوتها
بمكة ، ونزل الملك بثوابها
بالمدينة . والله أعلم . وقد قيل : إنها مكية مدنية ، نزل بها
جبريل مرتين ; حكاه
الثعلبي . وما ذكرناه أولى . فإنه جمع بين القرآن والسنة ، ولله الحمد والمنة .