[ ص: 152 ] قوله تعالى :
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون
قوله تعالى :
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين في موضع رفع بالابتداء والخبر يعرفونه . ويصح أن يكون في موضع خفض على الصفة ل " لظالمين " ويعرفون في موضع الحال ، أي يعرفون نبوته وصدق رسالته ، والضمير عائد على
محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله
مجاهد وقتادة وغيرهما . وقيل : يعرفون تحويل القبلة عن
بيت المقدس إلى
الكعبة أنه حق ، قاله
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج والربيع وقتادة أيضا . وخص الأبناء في المعرفة بالذكر دون الأنفس وإن كانت ألصق لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه ، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه . وروي أن
عمر قال
nindex.php?page=showalam&ids=106لعبد الله بن سلام : أتعرف
محمدا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك ؟ فقال : نعم وأكثر ، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته ، وابني لا أدري ما كان من أمه .
قوله تعالى :
وإن فريقا منهم ليكتمون الحق يعني
محمدا صلى الله عليه وسلم ، قاله
مجاهد وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=15822وخصيف . وقيل : استقبال
الكعبة ، على ما ذكرنا آنفا .
قوله تعالى : وهم يعلمون ظاهر في صحة الكفر عنادا ، ومثله :
وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم وقوله
فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به .