قوله تعالى : ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون [ ص: 104 ] نزلت في
معاذ بن جبل nindex.php?page=showalam&ids=21وحذيفة بن اليمان nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر حين دعاهم
اليهود من
بني النضير وقريظة وبني قينقاع إلى دينهم . وهذه الآية نظير قوله تعالى :
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا . و ( من ) على هذا القول للتبعيض . وقيل : جميع
أهل الكتاب ، فتكون " من " لبيان الجنس .
ومعنى
لو يضلونكم أي يكسبونكم المعصية بالرجوع عن دين الإسلام والمخالفة له . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : يضلونكم أي يهلكونكم ; ومنه قول
الأخطل :
كنت القدى في موج أكدر مزبد قذف الأتي به فضل ضلالا
أي هلك هلاكا .
وما يضلون إلا أنفسهم نفي وإيجاب .
وما يشعرون أي يفطنون أنهم لا يصلون إلى إضلال المؤمنين . وقيل :
وما يشعرون أي لا يعلمون بصحة الإسلام وواجب عليهم أن يعلموا ; لأن البراهين ظاهرة والحجج باهرة ، والله أعلم .