قوله تعالى : إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون قال
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=16566وعطاء الخراساني والحسن : نزلت في
اليهود كفروا
بعيسى والإنجيل ، ثم ازدادوا كفرا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن . وقال
أبو العالية : نزلت في
اليهود والنصارى كفروا
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - بعد إيمانهم بنعته وصفته
ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم على كفرهم . وقيل :
ازدادوا كفرا بالذنوب التي اكتسبوها . وهذا اختيار
الطبري ، وهي عنده في
اليهود .
لن تقبل توبتهم مشكل لقوله :
وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات فقيل : المعنى لن تقبل توبتهم عند الموت . قال
النحاس : وهذا قول حسن ; كما قال عز وجل :
وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن . وروي عن
الحسن وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831889إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر . وسيأتي في " النساء " بيان هذا المعنى . وقيل :
لن تقبل توبتهم التي كانوا عليها قبل أن يكفروا ; لأن الكفر قد أحبطها . وقيل :
لن تقبل توبتهم إذا تابوا من كفرهم إلى كفر آخر ; وإنما تقبل توبتهم إذا تابوا إلى الإسلام . وقال
قطرب : هذه الآية نزلت في قوم من
أهل مكة [ ص: 124 ] قالوا : نتربص
بمحمد ريب المنون ، فإن بدا لنا الرجعة رجعنا إلى قومنا . فأنزل الله تعالى :
إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم أي لن تقبل توبتهم وهم مقيمون على الكفر ; فسماها توبة غير مقبولة ; لأنه لم يصح من القوم عزم ، والله عز وجل يقبل التوبة كلها إذا صح العزم .