قوله تعالى : قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا تسلية من الله تعالى للمؤمنين ، والسنن جمع سنة وهي الطريق المستقيم . وفلان على السنة أي على طريق الاستواء لا يميل إلى شيء من الأهواء ، قال
الهذلي :
فلا تجزعن من سنة أنت سرتها فأول راض سنة من يسيرها
والسنة : الإمام المتبع المؤتم به ، يقال : سن فلان سنة حسنة وسيئة إذا عمل عملا اقتدي به فيه من خير أو شر ، قال
لبيد :
من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سنة وإمامها
والسنة الأمة ، والسنن الأمم ; عن
المفضل . وأنشد :
ما عاين الناس من فضل كفضلهم ولا رأوا مثلهم في سالف السنن
وقال
الزجاج : والمعنى أهل سنن ، فحذف المضاف . وقال
أبو زيد : أمثال .
عطاء : شرائع .
مجاهد : المعنى
قد خلت من قبلكم سنن يعنى بالهلاك فيمن كذب قبلكم
كعاد وثمود . والعاقبة : آخر الأمر ، وهذا في يوم
أحد . يقول فأنا أمهلهم وأملي لهم وأستدرجهم حتى يبلغ الكتاب أجله ، يعني بنصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين وهلاك أعدائهم الكافرين .