(
قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ( 8 )
قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ( 9 ) ) .
هذا تعجب من
زكريا ، عليه السلام ، حين أجيب إلى ما سأل ، وبشر بالولد ، ففرح فرحا شديدا ، وسأل عن كيفية ما يولد له ، والوجه الذي يأتيه منه الولد ، مع أن امرأته كانت عاقرا لم تلد من أول عمرها مع كبرها ، ومع أنه قد كبر وعتا ، أي عسا عظمه ونحل ولم يبق فيه لقاح ولا جماع .
تقول العرب للعود إذا يبس : " عتا يعتو عتيا وعتوا ، وعسا يعسو عسوا وعسيا " .
[ ص: 215 ]
وقال
مجاهد : ( عتيا ) بمعنى : نحول العظم .
وقال
ابن عباس وغيره : ( عتيا ) يعني : الكبر .
والظاهر أنه أخص من الكبر .
وقال
ابن جرير : حدثنا
يعقوب ، حدثنا
هشيم ، أخبرنا
حصين ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال : لقد علمت السنة كلها ، غير أني
لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا ؟ ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف : (
وقد بلغت من الكبر عتيا ) أو " عسيا " .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد عن
سريج بن النعمان ،
وأبو داود ، عن
زياد بن أيوب ، كلاهما عن
هشيم ، به .
( قال ) أي الملك مجيبا
لزكريا عما استعجب منه : (
كذلك قال ربك هو علي هين ) أي : إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها ) هين ) أي : يسير سهل على الله .
ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه ، فقال : (
وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ) كما قال تعالى : (
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) الإنسان : 1