(
وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ( 93 ) )
يعدد ، تبارك وتعالى ، عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوهم وإعراضهم عنه ، حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه ; ولهذا قال : (
قالوا سمعنا وعصينا ) وقد تقدم تفسير ذلك .
(
وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) قال
عبد الرزاق ، عن
معمر ، عن
قتادة : (
وأشربوا في قلوبهم العجل [ بكفرهم ] ) قال : أشربوا [ في قلوبهم ] حبه ، حتى خلص ذلك إلى قلوبهم . وكذا قال
أبو العالية ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
عصام بن خالد ، حدثني
أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني ، عن
خالد بن محمد الثقفي ، عن
بلال بن أبي الدرداء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820282 " حبك [ ص: 330 ] الشيء يعمي ويصم " .
ورواه
أبو داود عن
حيوة بن شريح عن
بقية ، عن
أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم به وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أخذ
موسى ، عليه السلام ، العجل فذبحه ثم حرقه بالمبرد ، ثم ذراه في البحر ، فلم يبق بحر يجري يومئذ إلا وقع فيه شيء منه ، ثم قال لهم
موسى : اشربوا منه . فشربوا ، فمن كان يحبه خرج على شاربيه الذهب . فذلك حين يقول الله تعالى : (
وأشربوا في قلوبهم العجل )
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
عبد الله بن رجاء ، حدثنا
إسرائيل عن
أبي إسحاق ، عن
عمارة بن عبد nindex.php?page=showalam&ids=12067وأبي عبد الرحمن السلمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ، قال : عمد
موسى إلى العجل ، فوضع عليه المبارد ، فبرده بها ، وهو على شاطئ نهر ، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إلا اصفر وجهه مثل الذهب .
وقال
سعيد بن جبير : (
وأشربوا في قلوبهم العجل ) قال : لما أحرق العجل برد ثم نسف ، فحسوا الماء حتى عادت وجوههم كالزعفران .
وحكى
القرطبي عن كتاب
القشيري : أنه ما شرب منه أحد ممن عبد العجل إلا جن [ ثم قال
القرطبي ] وهذا شيء غير ما هاهنا ; لأن المقصود من هذا السياق ، أنه ظهر النقير على شفاههم ووجوههم ، والمذكور هاهنا : أنهم أشربوا في قلوبهم حب العجل ، يعني : في حال عبادتهم له ، ثم أنشد قول
النابغة في زوجته عثمة :
تغلغل حب عثمة في فؤادي فباديه مع الخافي يسير تغلغل حيث لم يبلغ شراب
ولا حزن ولم يبلغ سرور أكاد إذا ذكرت العهد منها
أطير لو ان إنسانا يطير
وقوله : (
قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ) أي : بئسما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه ، من كفركم بآيات الله ومخالفتكم الأنبياء ، ثم اعتمادكم في كفركم
بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا أكبر ذنوبكم ، وأشد الأمور عليكم إذ كفرتم بخاتم الرسل وسيد الأنبياء والمرسلين المبعوث إلى الناس أجمعين ، فكيف تدعون لأنفسكم الإيمان وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة ، من نقضكم المواثيق ، وكفركم بآيات الله ، وعبادتكم العجل ؟ !