[ ص: 409 ] القول في
تأويل قوله جل ثناؤه : ( وما يضل به إلا الفاسقين ( 26 ) )
وتأويل ذلك ما :
568 - حدثني به
موسى بن هارون ، قال : حدثنا
عمرو ، قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في خبر ذكره ، عن
أبي مالك ، وعن
أبي صالح ، عن
ابن عباس ، وعن
مرة ، عن
ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : "
وما يضل به إلا الفاسقين " هم المنافقون .
569 - وحدثنا
بشر بن معاذ ، قال : حدثنا
يزيد ، عن
سعيد ، عن
قتادة : "
وما يضل به إلا الفاسقين " فسقوا فأضلهم الله على فسقهم .
570 - حدثني
المثنى ، قال : حدثنا
إسحاق ، قال : حدثنا
ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع بن أنس : "
وما يضل به إلا الفاسقين " هم أهل النفاق .
قال
أبو جعفر : وأصل الفسق في كلام العرب : الخروج عن الشيء . يقال منه : فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها . ومن ذلك سميت الفأرة فويسقة ، لخروجها عن جحرها ، فكذلك المنافق والكافر سميا فاسقين ، لخروجهما عن طاعة ربهما . ولذلك قال جل ذكره في صفة إبليس : (
إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) [ سورة الكهف : 50 ] ، يعني به خرج عن طاعته واتباع أمره .
571 - كما حدثنا
ابن حميد ، قال : حدثنا
سلمة ، قال : حدثني
ابن إسحاق ، [ ص: 410 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=15855داود بن الحصين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة مولى ابن عباس ، عن
ابن عباس في قوله : (
بما كانوا يفسقون ) [ سورة البقرة : 59 ] أي بما بعدوا عن أمري . فمعنى قوله : "
وما يضل به إلا الفاسقين " وما يضل الله بالمثل الذي يضربه لأهل الضلال والنفاق ، إلا الخارجين عن طاعته ، والتاركين اتباع أمره ، من أهل الكفر به من أهل الكتاب ، وأهل الضلال من أهل النفاق .