[ ص: 239 ] القول في
تأويل قوله ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
قال
أبو جعفر : يعني تعالى ذكره [ بقوله ] " وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، أيام
بدر وأحد .
ويعني بقوله : "
نداولها بين الناس " ، نجعلها دولا بين الناس مصرفة . ويعني ب "الناس " ، المسلمين والمشركين . وذلك أن الله عز وجل أدال المسلمين من المشركين
ببدر ، فقتلوا منهم سبعين وأسروا سبعين . وأدال المشركين من المسلمين
بأحد ، فقتلوا منهم سبعين ، سوى من جرحوا منهم .
يقال منه : "أدال الله فلانا من فلان ، فهو يديله منه إدالة " ، إذا ظفر به فانتصر منه مما كان نال منه المدال منه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
7902 - حدثني
محمد بن سنان قال : حدثنا
أبو بكر الحنفي ، عن
عباد ، عن
الحسن : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، قال جعل الله الأيام دولا ، أدال الكفار يوم
أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
7903 - حدثنا
بشر قال : حدثنا
يزيد قال : حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، قوله : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، إنه والله لولا الدول ما أوذي المؤمنون ، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ، ويبتلى المؤمن بالكافر ، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ، ويعلم الصادق من الكاذب .
7904 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن
الربيع قوله : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ،
فأظهر الله عز وجل [ ص: 240 ] نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه على المشركين يوم بدر ، وأظهر عليهم عدوهم يوم أحد . وقد يدال الكافر من المؤمن ، ويبتلى المؤمن بالكافر ، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه ، ويعلم الصادق من الكاذب . وأما من ابتلى منهم من المسلمين يوم أحد ، فكان عقوبة بمعصيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
7905 - حدثنا
محمد بن الحسين قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، يوما لكم ، ويوما عليكم .
7906 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال
ابن عباس : "
نداولها بين الناس " ، قال :
أدال المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .
7907 - حدثني
محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن
ابن عباس قوله : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، فإنه كان يوم
أحد بيوم
بدر ، قتل المؤمنون يوم
أحد ، اتخذ الله منهم شهداء ، وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر المشركين ، فجعل له الدولة عليهم .
7908 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
إسحاق قال : حدثنا
حفص بن عمر قال : حدثنا
الحكم بن أبان ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=811382لما كان قتال أحد وأصاب المسلمين ما أصاب ، صعد النبي صلى الله عليه وسلم الجبل ، فجاء أبو سفيان فقال : يا محمد ! يا محمد! ألا تخرج ؟ ألا تخرج ؟ الحرب سجال : يوم لنا ويوم لكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أجيبوه ، فقالوا : لا سواء ، لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار! فقال أبو سفيان : لنا عزى ولا عزى لكم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . فقال أبو سفيان : اعل هبل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : الله أعلى وأجل! فقال أبو سفيان : موعدكم وموعدنا بدر الصغرى قال
عكرمة : وفيهم أنزلت : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " .
7909 - حدثني
المثنى قال : حدثنا
سويد بن نصر قال : حدثنا
ابن المبارك ، [ ص: 241 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
ابن عباس ، في قوله : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، فإنه أدال على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد .
7910 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، أي نصرفها للناس ، للبلاء والتمحيص .
7911 - حدثني
إبراهيم بن عبد الله قال : أخبرنا
عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال : حدثنا
حماد بن زيد ، عن
ابن عون ، عن
محمد في قول الله : "
وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، قال : يعني الأمراء .