القول في
تأويل قوله جل ثناؤه ( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين ( 150 ) )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك تعالى ذكره : أن الله مسددكم ، أيها المؤمنون ، فمنقذكم من طاعة الذين كفروا .
[ ص: 278 ]
وإنما قيل : "
بل الله مولاكم " ، لأن في قوله : "
إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم " ، نهيا لهم عن طاعتهم ، فكأنه قال :
يا أيها الذين آمنوا لا تطيعوا الذين كفروا فيردوكم على أعقابكم ، ثم ابتدأ الخبر فقال : "
بل الله مولاكم " ، فأطيعوه ، دون الذين كفروا ، فهو خير من نصر . ولذلك رفع اسم "الله " ، ولو كان منصوبا على معنى : بل أطيعوا الله مولاكم ، دون الذين كفروا كان وجها صحيحا .
ويعني بقوله : "
بل الله مولاكم " ، وليكم وناصركم على أعدائكم الذين كفروا ، "
وهو خير الناصرين " ، لا من فررتم إليه من
اليهود وأهل الكفر بالله . فبالله الذي هو ناصركم ومولاكم فاعتصموا ، وإياه فاستنصروا ، دون غيره ممن يبغيكم الغوائل ، ويرصدكم بالمكاره ، كما : -
8001 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : "
بل الله مولاكم " ، إن كان ما تقولون بألسنتكم صدقا في قلوبكم "
وهو خير الناصرين " ، أي : فاعتصموا به ولا تستنصروا بغيره ، ولا ترجعوا على أعقابكم مرتدين عن دينكم .