القول في تأويل قوله ( ثم صرفكم عنهم ليبتليكم )
قال
أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : ثم صرفكم ، أيها المؤمنون ، عن المشركين بعد ما أراكم ما تحبون فيهم وفي أنفسكم ، من هزيمتكم إياهم وظهوركم عليهم ، فرد وجوهكم عنهم لمعصيتكم أمر رسولي ، ومخالفتكم طاعته ، وإيثاركم الدنيا على الآخرة ،
[ ص: 297 ] - عقوبة لكم على ما فعلتم ، "ليبتليكم " ، يقول : ليختبركم ، فيتميز المنافق منكم من المخلص الصادق في إيمانه منكم . كما : -
8040 - حدثنا
محمد قال : حدثنا
أحمد قال : حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ثم ذكر حين مال عليهم
خالد بن الوليد : "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " .
8041 - حدثنا
القاسم قال : حدثنا
الحسين قال : حدثني
حجاج ، عن
مبارك ، عن
الحسن في قوله : "ثم صرفكم عنهم " ، قال : صرف القوم عنهم ، فقتل من المسلمين بعدة من أسروا يوم بدر ،
وقتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكسرت رباعيته ، وشج في وجهه ، وكان يمسح الدم عن وجهه ويقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=810316 "كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم " ؟ فنزلت : ( ليس لك من الأمر شيء ) [ سورة آل عمران : 128 ] ، الآية . فقالوا : أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنا النصر ؟ فأنزل الله عز وجل : "
ولقد صدقكم الله وعده " إلى قوله : "
ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم " .
8042 - حدثنا
ابن حميد قال : حدثنا
سلمة عن
ابن إسحاق : "
ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " ، أي : صرفكم عنهم ليختبركم ، وذلك ببعض ذنوبكم .